في ظل ارتفاع درجات الحرارة عالميًا لتحطيم الأرقام القياسية، تصدرت الأحداث خلال الأسبوع الأولى من تسجيل أحدث الأرقام القياسية لدرجات الحرارة العالمية، حيث تواصل الأرصاد الجوية العالمية من خلال مراكز الأرصاد الجوية العالمية مثل مركز كوبرنيكوس لتغير المناخ بالاتحاد الأوروبي تسجيل أرقام قياسية جديدة في درجات الحرارة العالمية، مما يشير إلى احتمالية تحطيم عام 2024 للأرقام القياسية التي سجلها العام الماضي كأحد أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق.
وفي هذا السياق، أصدرت وكالات الأمم المتحدة تحليلًا عالميًا جديدًا حول ضغوط الحرارة على العمال، مع خارطة طريق لحماية الأكثر عرضة للخطر، حيث أكدت التقارير أن درجات الحرارة القصوى لم تعد ظاهرة يومية أو أسبوعية أو شهرية فحسب، بل أصبحت ظاهرة دورية تهدد العمال والسكان على نطاق واسع.
وقد سجلت الأرصاد الجوية ارتفاعًا قياسيًا في متوسط درجات الحرارة العالمية يوم الأحد، وتحطيم أرقام قياسية جديدة يوم الاثنين، مما يشير إلى أن الفترة من 21 إلى 23 يوليو قد تكون أحد أكثر الفترات حرارة على الإطلاق.
وتشير التقارير إلى أن الانبعاثات الغازية الدفيئة من الوقود الأحفوري ترفع متوسط درجات الحرارة العالمية وتزيد من تكرار وشدة الموجات الحارة، مما يؤدي إلى زيادة المخاطر الصحية والأمنية للسكان والعمال في مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، أصدرت منظمة العمل الدولية تقريرًا حول مخاطر الحرارة على العمال حول العالم، حيث تشير التقارير إلى أن الحرارة تؤدي إلى ما يقرب من 23 مليون إصابة و18,970 وفاة في العالم من العمال سنويًا، مع تزايد عرضة الكثير من العمال للإصابة بالحرارة المفرطة، خاصة العمال الذين يعملون في الأماكن الخارجية أو داخليًا بدون تهوية أو تبريد كافٍ.
وفي الوقت ذاته، أصدرت الأمانة العامة للأمم المتحدة و10 وكالات أخرى تقريرًا يدعو فيه إلى “اتخاذ إجراء بشأن الحرارة المفرطة”، مع تقديم توصيات سياسية للحكومات، بما في ذلك تعزيز الحماية للعمال.
وتشير التقارير إلى أن “التدابير الصحية والسلامة المهنية المعقولة” يمكن أن توفر للاقتصادات 361 مليار دولار سنويًا، مع انخفاض إنتاجية العمل بنسبة 50٪ عندما تتجاوز درجات الحرارة اليومية 34 درجة مئوية.
ومع ذلك، يعتمد التصدي للسبب الجذري للمشكلة على الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري الذي يسبب الاحتباس الحراري، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى “التخلي عن الوقود الأحفوري بسرعة وعدل”، مع دعوة العالم للتحدي من ارتفاع درجات الحرارة.